قدامى البهائيين في الإمارات

بناءً على ما ذَكره بعض المؤرخين، ساهم العديد من البهائيين القدامى في عملية التنمية، عقودٍ قبل قيام الاتحاد. كان من بين هؤلاء أوائل الفنيين والمهنيين العاملين في مجالات الزراعة والتعليم، وطب الأسنان والصيدلة وغيرها. وكان من نقاط جذبهم توفّر فرصة المساهمة في عملية بناء المجتمع، وتقديم الخدمات لتنمية أمةٍ شابةٍ وطموحةٍ تقوم على مبدأ الوحدة. من بعض هؤلاء الذين شهد لهم بعض المؤرخين بسعيهم وإخلاصهم في تنمية وتطوير المجتمع:

سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثناء تكريمه للطبيبة مليحة ثابتي وزوجها في جائزة أبوظبي للأعمال الخيرية

ومن ضمن البهائيين الذين عُرفوا بتفانيهم في خدماتهم الإنسانية قبل قيام الاتحاد، الدكتور ثابت وقرينته الدكتورة مليحة.

عمل الدكتور ثابت وزوجته الدكتورة مليحة على حدٍ سواء في تقديم الرعاية الطبية لجميع أهالي مدينة العين بما أتيح لهم من معدّات طبية بسيطة منذ بدء عملهم في الخمسينيات، ولم يتوانوا عن تقديم خدماتهم في بيتهم طوال اليوم وفي المناطق النائية. كان الزوجان أول من استوردا معدات الري والزراعة إلى مدينة العين للمساهمة في تطوير الزراعة مع أهالي المنطقة. 

كان الدكتور ثابت طبيبًا عامًا يعالج شتى الأمراض بالإضافة إلى الأسنان، بينما كانت زوجته الدكتورة مليحة قابلةً وطبيبةً نسائيةً قامت بالعمل في مجال معالجة النساء والولادة. وفي عام 2008م تم منح الدكتور ثابت وزوجته الدكتورة مليحة “جائزة أبوظبي”. وبتنويهٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – حفظه الله ورعاه – تُمثّل “جائزة أبوظبي” تكريمًا للشخصيات التي قدّمت أعمالًا جليلةً وكانت لها أيادٍ بِيض على مسيرة التنمية والنمو في إمارة أبوظبي.

سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثناء تكريمه للسيدة لطيفة تبريزي في جائزة أبوظبي للأعمال الخير

ومن ضمن العوائل البهائية المعروفة في مدينة العين عائلة الدكتور تبريزي التي سكنتها منذ 1979م والتي ساهمت في إدخال السعادة إلى قلوب من حولها ومساعدة الآخرين سواءً من الجيران أو الأصدقاء أو أهالي المنطقة. السيدة لطيفة يونس تبريزي إنسانةٌ متفائلةٌ، وزوجةٌ مثاليةٌ، وأمٌ متفانيةٌ، ومربيةٌ لأجيالٍ متتاليةٍ، يعرفها الجميع بحيويتها وابتسامتها التي لا تفارق وجهها، وكلامها النافذ إلى الأعماق، تحمل مبادئ وقيماً في الحياة، وتقرن سعادتها بأعمال الخير، وتسعى إلى خدمة المجتمع بكل تفانٍ وإخلاصٍ. 

عاشت السيدة لطيفة حياتها وهي مؤمنة بما قاله حضرة بهاء الله بأن “الإنسان بمثابة المعدن، بالتربية تخرج جواهره إلى عرصة الشهود، وينتفع بها العالم الإنساني”. ولم تنسَ تلك الفئة من المجتمع التي لديها احتياجاتٌ خاصةٌ، فكرست حياتها منذ عام 1998م بكل حب وشغف لتربية وبناء قدرات أصحاب الهمم بالتطوع بدوامٍ كاملٍ في مركز تأهيل المعاقين في مدينة العين، بتعليم حرف يدوية لهم من خلال إعادة تدوير الوسائل المنزلية إلى تحف فنية بهدف بناء قدرات ومهارات أصحاب الهمم لأهمية إدراكها بدورهم المثمر في المجتمع. وكثيرًا ما ساهمت السيدة لطيفة تبريزي في إقامة معارض خيرية مع أصحاب الهمم لعرض أعمالهم اليدوية، وساهمت بذلك في تغيير ثقافة المجتمع وتعريفهم بقدرات أصحاب الهمم وإبداعاتهم، وما كان إلا أن اشتهر صيتها في مدينة العين فأصبحت طالبات الجامعة يتواصلن معها لتعلم مهارة إعادة تدوير الوسائل المنزلية وتحويلها إلى تحف فنية. وتُوِّج جهودها في عام 2009م بتكريمٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – حفظه الله ورعاه – عندما منح السيدة لطيفة “جائزة أبوظبي”. 

وعن حسن الضيافة والترحيب الذي يتمتع به السكان المحليون، تذكر ابنتهم الدكتورة سماء: “ما يميز أهالي العين ترحيبهم بالجميع وكرم ضيافتهم، ولتوطيد أواصر المحبة مع أفراد المجتمع، كان يصطحبنا والدي دائمًا إلى زيارة مرضاه في منازلهم في كل يوم جمعة، مما جعلنا نتعرف على عددٍ كبيرٍ من العائلات في العين من قبائل مختلفة.”

وتتذكر الدكتورة سماء عن زيارتها هي وإخوانها مع والدها لقصر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان: “كنا صغارًا عندما تشرفنا بلقاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصره في الريف وتناولنا الغداء مع سموه، وقد كنت فرحةً للغاية لشرف الجلوس على يمين الشيخ زايد على مائدة الطعام، وقد أُعجبت جدًا بمحبة الشيخ زايد واهتمامه بالأطفال وأنا طفلةٌ صغيرةٌ، وتفقّده لاحتياجاتنا، وتشجيع الوالد لمساهماته في طب الأسنان.” 

حسين محبوبي – من أوائل من فتح عيادة طب أسنان في دبي

الدكتور حسين محبوبي من مواليد عام 1927، وهو صاحب أول عيادة لطب الأسنان في إمارة دبي منذ عام1951م وكرس حياته من خلال عيادته لخدمة أهالي دبي حيث دأب على تقديم كل الرعاية الصحية لمراجعيه، ولم يكتف بذلك، بل امتدت خدماته لأولئك الذين لم يكن بمقدورهم الوصول إلى العيادة من أماكن بعيدة. وكان خدمة المجتمع هي القوة الدافعة وراء كل أعماله. وتشرف بعلاج المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم -طيب الله ثراهما-. وعرف باهتمامه دومًا على الحضور في مجالس الأهالي في مناسبات مختلفة للسلام عليهم والمشاركة في الأحاديث التي كانت تزيد من أواصر الصداقة والمحبة بين أفراد المجتمع.

وخلال مسيرة حياته في الإمارات إلى حين وفاته بنى العديد من العلاقات والصداقات المبنية على الثقة والإحترام مع حكام الإمارات والكتاب وأصحاب المهن المختلفة ومع جميع مكونات المجتمع، وكل من عاشره شهد له ” بالإنسان النبيل والخيّر الذي خدم المجتمع طوال ما يقارب سبعين عاماً” و”الذي ترك أثراً في نفوس كل من تعامل معه بالمودة والمحبة بحيث لا يمكن نسيانه” فكتب عنه أحد كتاب الإمارات في رثائه “ليس الدكتور محبوبي طبيباً عادياً شأنه شأن أي طبيب آخر أو عامل آخر يأخذ أجراً على عمله وعلاجه، وإنما العلاقة بين الدكتور محبوبي ومرضاه تتعدى إلى الألفة والإحساس لدى الطبيب والمريض بأنهما صديقان وقريبان لا يفصلهما أي فاصل مادي أو دنيوي.. وكان الدكتور محبوبي، رحمه الله، يعالج الكثيرين ويصنع لهم أسناناً، ويمتنع عن أخذ أي شيء منهم لو علم بأنه مريض ذو عسر، وأنه لا يستطيع تسديد أجرة العلاج، وأهم ما في الأمر أن هذه العلاقة الودية لا تنقطع وتستمر على الدوام بين الدكتور محبوبي ومريضه، وحتى أسرة المريض، ويصبح الطرفان كأنهما صديقان حميمان”

تقديراً لسنوات خدمته حصل الدكتور حسين محبوبي على جائزة (الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية بدولة الامارات للدورة التاسعة 2015 – 2016). فسلطت الجائزة على خدمات الدكتور وذكرت التالي:

“مما يجدر ذكره أن الكثير من المتدربين في مجال الصحة الفموية قد تلقوا التأهيل على يد الدكتور محبوبي ليتم إرسالهم فيما بعد إلى الإمارات المختلفة في الدولة من أجل أن يقوموا برفع مستوى الوعي العام بالأمور المتعلقة بصحة الفم والأسنان. كان اهم إنجازاته، تنظيمه للعديد من المخيمات لعلاج المرضى بالمناطق الصحراوية النائية في الإمارات وسلطنة عمان. ولطالما قام بذلك مستقلاً سيارته الجيب التي كانت تحمل لوحة معدنية مكتوب عليها “طبيب الأسنان”، حيث لم يكن هناك في ذلك الوقت لوحات معدنية بأرقام السيارات”.

كل ذلك يعكس المبادئ التي آمن بها الدكتور محبوبي وسعى لتطبيقها في حياته.

” فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزّينة والثّروة والمال” – حضرة بهاء الله

كرامت الله يزداني - أول طبيب أسنان في أبوظبي وصاحب أول صيدلية - صيدلية الخليج - 1954

فعن أول طبيب أسنان في أبوظبي، يسرد حفيده عرفان قصة جده الدكتور كرامت يزداني. يقول عرفان: “قضى جدي أربعة أربعين عامًا في إمارة أبوظبي، وسكن أولًا في مدينة العين في عام 1957م، فأعطى هذا الوطن بإخلاصٍ وردّ له الوطن العطاء بسخاءٍ.” وفي عام 1958م فتح أول عيادةٍ لطب الأسنان، وكذلك أول صيدليةٍ في إمارة أبوظبي اسمها “صيدلية الخليج”. فحظي بحب وتقدير كل من تعامل معه من أبناء الإمارات الأوفياء، وجعلته السنوات الطويلة التي لازم فيها أبوظبي حاضرًا النقلة التاريخية التي حدثت فيها وشاهدًا على بناء نهضة دولة الإمارات. وعُرف بين الجميع بأمانته وإخلاصه وتفانيه في معاملاته وعمله، حيث كان يواظب على زيارة المرضى وتقديم الرعاية اللازمة لهم بكل حب وإخلاص.

ويتذكّر عرفان قصصًا عن جده وعن اهتمام الشيخ زايد بالزراعة واعتبارها أساس الحضارة والتنمية قائلًا: “بعد يومين من وصول جدي وأسرته إلى العين، سمحت له الظروف وحظي بزيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كان سموه يتفقّد العمل في أحد البساتين التي ينتشر فيها النخيل، والعمّال يقومون بحفر بئر ماء بهذا البستان، وسموه يشرف بنفسه على عمليات حفر البئر والزراعة في البستان”. وأسرد موضحًا: “حضر جدي مجالس لسموه عدة مراتٍ في العين، وبعد ذلك في أبوظبي، وكان تركيزه على الحديث في المجالس على أهمية الزراعة في حياتنا، حيث كان دائمًا يحرص على سؤال المواطنين عن مزارعهم ونخيلهم، ويقدم أشكال الدعم والتشجيع كافةً للتنمية الزراعية في البلاد”. 

وعن اهتمام الشيخ زايد رحمه الله بالأهالي وسكان الإمارة يقول عرفان عن ذكريات جده: “من أبرز ملاحظاته خلال سنوات عمله الأولى في أبوظبي أن كل السكان مواطنين ومقيمين كانوا أشبه بأسرةٍ واحدةٍ، وكان يحرص الشيخ زايد – رحمه الله – دائمًا على لمّ شمل هذه الأسرة والاطمئنان على أحوالها، فعندما كان يتغيّب جدي فترةً عن مجالسه لأي سببٍ من الأسباب، كان يسأله الشيخ زايد عندما يراه: أين كنت؟ وكان يطمئن بشكلٍ مستمرٍ على أحوال المواطنين والمقيمين وأنهم يعيشون بشكلٍ جيدٍ ولا يحتاجون لشيءٍ، وإذا علم أن هناك محتاجًا يبادر بمساعدته على الفور”.

السيد أمير روحاني مع اسرته

السيد أمير روحاني، أول من أسس استديو للتصوير في أبوظبي. لقبه الناس بـ أمير الكاميرا التي عاشت معه حياة الإمارات القديمة، وهو من أوائل المصورين القدامى في الإمارات، ومؤرخٌ للزمن. جاء إلى أبوظبي في عام 1957م، وفي فترة حكم المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. عمل في مجال البترول إلى جانب السيد خليفة بن يوسف بن عمير المهيري، واشتهر بحبه للتصوير الفوتوغرافي. ثم تمكّن فيما بعد من تأسيس محله باسم “استديو الخليج”، والذي يُعرف اليوم باسم “مصوّر الخليج للأفلام الملونة”.

ونجح في عمله، وارتبط بصداقاتٍ عديدةٍ مع أبرز الشخصيات الإماراتية الذين كانوا يحرصون على استضافته في مناسباتٍ عدةٍ ليلتقط لهم الصور التذكارية. وفي فترة ما قبل الاتحاد لم يكن لديه استديو خاص، فصوّر الكثيرين في بيته، مثل صور المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والذي كان يزوره دائمًا.

ومن الذين كانوا يطلبونه للتصوير المغفور له الشيخ سعيد بن شخبوط آل نهيان، والشيخ سلطان بن شخبوط آل نهيان. ومن أجمل الصور التي التقطها صور المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذي زار الاستديو أول مرةٍ حين كان عمره بين 12 و13 عامًا برفقة السيد محمد بن عبد الجليل الفهيم، وكذلك تصويره للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في طفولته وشبابه، والسيد حمودة بن علي الظاهري، وغيرهم الكثيرون.

ويتذكر السيد أمير روحاني اللحظات التي كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يدعوه فيها إلى الغداء، ويجلس إلى جانبه كصديقٍ من أصدقائه: “كان يدعونا لحضور العديد من المناسبات والولائم العامة أو الخاصة، وليس شرطًا بغرض التصوير”.

وعن أعماله ذكر السيد أمير روحاني: “لقد تمّ دعوتي لتصوير مناسبتين وطنيتين مهمتين، احتفال العيد الوطني الثالث عام 1973م، وثم تصوير الاحتفالات الخاصة بعيد الجلوس الأول للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان اّل نهيان في الستينات، وتشرفتُ بتصويره في الحفل، وكان من بين الحضور أخوه المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان، والعديد من الشيوخ والضيوف من داخل الدولة وخارجها”.

ولأنه كان معروفًا بحسن السيرة والسلوك، تم اختياره لبيع الوقود في ذلك الوقت، وفي ذلك ذكر السيد أمير روحاني: “كان السيد خليفة بن يوسف بن عمير المهيري وكيلًا لبيع وقود BP  في أبوظبي، وعندما التقيت به أخبرني بأنه يبحث عن شخصٍ أمينٍ يثق به لبيع الوقود، فاختارني السيد خليفة للعمل معه، وكنتُ أجمع بين العملين؛ في النهار أبيع البنزين وفي الليل أقوم بتحميض الصور تحت ضوء مصابيح تضئ بالبنزين”. وهكذا تزينت حياته بالأمانة والتفاني والخدمة ومحبة الناس.

ما سبق ليس إلا أمثلة قليلة جداً من بعض الشخصيات البهائية التي عاشت فترة قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وأخلصوا لمجتمعهم وساهموا في عملية التنمية والتطوير. واليوم، نفخر بأن ننتمي لأرضٍ واحدةٍ يتعايش فيه أبناءه مع بعضهم البعض، يجمعنا شعورنا المشترك بأننا أبناء مجتمعٍ واحد، نسعى بجدٍ لخدمة ورخاء وطننا الغالي دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقًا من حبنا لهذه الأرض المعطاءة، وما يمليه علينا إيماننا بتعاليمٍ تحثنا على خدمة الإنسان والوطن والعالم، يدفعنا إلى العمل رغبتنا في المساهمة في رقيّ وتقدم بلادنا ومجتمعنا وأبناء وطننا، يدًا بيدٍ.

السيد رحمة الله حسيني في محل راديو بديع، السوق المركزي في أبوظبي عام 1956

كان من أوائل من فكروا في تأسيس أول مكتب بريد في أبوظبي واختار محله التجاري لبيع وتصليح أجهزة الراديو في سوق أبوظبي ليكون مقراً له، وتكريماً لمساعيه التطوعية، أهداه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، صندوق البريد رقم 86. ومنذ ذلك الحين، قام إلى بعث رسائل سكان أبوظبي إلى دول عدة واستلامها.

الطبيب أحراري أثناء ممارسته الطب في عيادته في رأس الخيمة - أوائل الستينات

قدم إلى رأس الخيمة عام 1958م وافتتح عيادةً طبيةً حينها، ومن ثم افتتح صيدليةً في أوائل الستينات اسمها "صيدلية أحرار"، وهي من أوائل الصيدليات التي حصلت على رخصةٍ من البلدية. "كان الدكتور أحرار من أشهر الأطباء في رأس الخيمة، وكان محبوبًا من الناس، وكان يعالج المرضى في عيادته أو يزورهم في منازلهم ويقدم لهم العلاج ويساعدهم على الشفاء.

الطبيب غلام رضا حبيب الله عظيمي

قدم إلى دبي عام 1954م وعمل في عيادة الدكتور حسين محبوبي لطب الأسنان، ومن ثم انتقل إلى رأس الخيمة عام 1956م، وفتح فيه عيادةً لطب الأسنان. كان يتنقل بدراجته الهوائية بين مناطق رأس الخيمة المختلفة من المعيريض والرمس وشعم والنخيل وخور خوير، وكذلك لمناطق أبعد في الإمارات كـ دبا وكلباء، وأحيانًا كان يمضي أسبوعًا خارج المدينة لعلاج المرضى في المناطق النائية. وفي عام 1958م، افتتح أول صيدليةٍ خاصةٍ في رأس الخيمة مع الطبيب ريحان سميت بـ "صيدلية النور". وقد كسب الطبيب غلام حبّ الناس وثقتهم لإخلاصه في عمله.

السيد أحمد محمد رفيعي

في 1951 عمل السيد أحمد محمد رفيعي في أول صيدلية عرفت في دبي باسم "الصيدلية الوطنية"، لمالكها الدكتور محمد حبيب آل الرضا الذي كان الطبيب الخاص لحاكم دبي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. كسب ثقة ومحبة صاحب الصيدلية وأهالي إمارة دبي ومسؤوليها وحاكمها، وتواصلت بعد وفاته علاقات الأخوة والصداقة مع زوجته حتى وفاتها واليوم مع أولاده وأحفاده.