الحياة الأسرية والأطفال

الأسرة هي نواة المجتمع البشري، فهي توفر بيئةً حيويةً لتطوير الخصال والمهارات الممدوحة. إن عادات وأنماط السلوك التي يتم تربيتها داخل الأسرة يتم نقلها إلى مكان العمل، إلى المجتمع المحلي، في الحياة الاجتماعية والسياسية للبلد، وفي ساحة العلاقات الدولية. من خلال الأداء المتآلف للأسرة، وتقوية أواصر المحبة التي تجمع أعضاءها، والحفاظ عليها، تجسّد الأسرة حقيقة أن رفاه الفرد مرتبطٌ ارتباطًا لا ينفصل عن تقدم ورفاه الآخرين.

كم تسهل الأمور بحصول الاتحاد والاتفاق في العائلة، وما مدى ما ينتج من رقيٍّ ورفعةٍ نتيجةً لذلك؛ فتنتظم الأمور وتتوفر الراحة والرخاء ... تزداد الرفعة والعزة يوماً بعد يوم.

إننا نسعى باستمرار لتقوية الروابط الروحية التي تربط الأسرة معًا. حيث يتعهد كل فردٍ من أفراد المجتمع البهائي بالمساهمة في الحفاظ على ديناميكية الحياة الأسرية التي تعترف بالمساواة بين الجنسين، وتنمّي علاقة محبة واحترام متبادلة بين الوالدين والأطفال، وتعزز مبادئ المشورة والوئام في اتخاذ القرار.

نسعى في حياتنا الأسرية إلى غرس المحبة الحقيقية ليشمل جميع الناس، والتسامح بالرغم من الاختلافات، والإحساس المرهف بالعدالة، والتعاطف مع الآخرين. ونبذل جهودًا كبيرةً لتربية أبنائنا ليدركوا وحدة الإنسانية، وبالتالي ينظرون إلى كل نفسٍ، بغض النظر عن الدين أو العرق أو أي انتماءٍ آخرٍ، على أنها عضو عائلةٍ واحدةٍ، تعبيرًا عما تفضّل به حضرة بهاء الله :”كُلّكم أثمارُ شجرةٍ واحدةٍ وأوراقُ غصنٍ واحدٍ.” فتجنب تجاهل احتياجات ومصالح الآخرين يقلل من التزام الفرد بالعدالة والرحمة للجميع.

إن دور الأسرة الأساسي هو تربية أطفالٍ يتحملون مسؤولية نموهم الروحي ودورهم في تقدم الحضارة معًا. فالآباء والأمهات يتحملون المسؤولية الأولى تجاه تربية أطفالهم، وعليهم أن يضعوا هذه المهمة في الاعتبار دومًا. إلا أن تعليم الأطفال ليست مسؤولية الوالدين فقط، فالمجتمع أيضًا له دورٌ هامٌ عليه القيام به، لذا يولي المجتمع البهائي اهتمامًا كبيرًا بهذا الموضوع.