الوحدة والتعايش والسلام

نساهم في دولة الإمارات يدًا بيدٍ مع الجميع في تنمية مجتمعنا الغالي. فالتنوع الثقافي الذي يميّز مجتمعنا الإماراتي يثري من جمال الترابط الإنساني ويعزّز دورنا كأفرادٍ في ترسيخ قيم المحبة والألفة والتعاون والوحدة ليس في أطفالنا وشبابنا وعائلاتنا فحسب، بل في المجتمع الذي ننتمي إليه.

إنّهم ملتزمون برخاء الجميع، ومدركون أنّ رفاه الأفراد يكمن في رفاه المجتمع بأسره. إنّهم مواطنون يمتنعون عن التحّزّب والمنافسة على السُلطة. وبدلاً من ذلك، فإنهم يركّزون على تجاوز الاختلافات، والتوفيق بين وجهات النّظر، وترويج استخدام المشورة لاتخاذ القرارات. إنهم يؤكّدون على الصفات والمواقف – من قبيل الأمانة والتعاون والتّحلي بالصبر – التي تشكّل اللبنات الأساسية لنظامٍ اجتماعيٍ ينعم بالاستقرار. إنهم يناصرون العقلانيّة والعِلم باعتبارهما ضروريان لتقدم الإنسانية.

فإنْ كنّا مدركين لمسؤوليتنا في ترسيخ القيم النبيلة السامية في حياتنا الأسرية وفي تعاملاتنا مع الآخرين سواءً في الجيرة أو في مجالات العمل أو في جميع مناحي الحياة اليومية، فكيف نساهم معًا في إيجاد فضاءاتٍ تساعد على زرع القيم الإنسانية والمبادئ النبيلة في نفوس أبنائنا وأبناء جيراننا وأصدقائنا؟ وكيف نوجّه طاقات الشباب الناشئ للعمل من أجل حياةٍ هادفةٍ ومستقبلٍ واعدٍ؟ وكيف نمكّن شبابنا لمعرفة هدفهم في الحياة ودورهم الفعّال في تطوير الوطن، سواءً في دراستهم الجامعية أو في مجال عملهم؟ وكيف يساعد مشاركتنا في الحوارات السائدة في المجتمع للسمو بالفكر الإنساني وتعزيز القيم الأساسية التي تجمعنا كعائلةٍ واحدةٍ تعيش في مجتمعٍ أوسعٍ؟ وما هو أهمية تقوية الحياة التعبدية في مجتمعنا، وكيف يساعد الاجتماع للدعاء مع الأصدقاء والجيران من مختلف الثقافات والأديان في توثيق الترابط والتعايش بين جميع أطياف المجتمع الإماراتي؟ وكيف يساهم كل ذلك في إيجاد مجتمعٍ نموذجيٍ يسوده الألفة والمحبة والوحدة، لنصبح نواةً لتحقيق الوحدة والسلام العالمي؟

كُلّكم أثمار شجرةٍ واحدةٍ وأوراقُ غُصنٍ واحدٍ