خدمة المجتمع

من خلال خدمتنا المتفانية مع الآخرين يمكن أن تنشأ بيننا روابط حقيقية قائمة على المحبة والصداقة والهدف المشترك في خدمة الصالح العام. يمكن أن نعتبر الخدمة تعبيرًا عن شعور الفرد بالمسؤولية تجاه الآخرين؛ يصبح فيه الجميع مشاركين فعّالين في حياة المجتمع. فهي استجابةٌ للنبل المتأصل في الإنسان تُلهمنا العطاء دون مقابلٍ، ووسيلةٌ يمكن من خلالها تحقيق التقدم لأنفسنا ولمجتمعنا.

فعن طريق الخدمة المتفانية نستطيع تعزيز الهدف المزدوج؛ والذي يُقصد به تطوير أنفسنا أخلاقيًا وفكريًا والمساهمة في تطوير المجتمع من حولنا، والذي لا يتم بمعزلٍ عن الآخرين، فكل فردٍ هو جزءٌ مكملٌ من المجتمع الأكبر، وأعماله يجب أن تساهم في خير الجميع. بوجود هذا الهدف المشترك، يمكننا التغلب على التعصب والعزلة والأنانية وتنمية صفات المحبة والتعايش والتعاون.

لذا، نسعى في مختلف إمارات الدولة للمساهمة في تعزيز نمطٍ من الحياة يدعو لمشاركة جميع أطياف المجتمع. يتم فيه تلبية الاحتياجات التنموية لمختلف الأعمار، فنهتم بالتربية الأخلاقية للأطفال، وكذلك بتوجيه طاقات الشباب الناشئ وصونهم من الانحراف، وإيجاد فضاءاتٍ تسمح لأعدادٍ متزايدةٍ من الشباب والبالغين لاستكشاف تطبيق القيم الأخلاقية في حياتهم اليومية ومواجهة التحديات التي تواجههم.

إن طرق الخدمة هذه تقوم على أساس الوحدة المتأصّلة في الإنسانية، بحيث نرى الجميع شريكًا محتملًا للتعاون فيها. وبالعمل معًا، يزداد وعينا كأفرادٍ بأن رفاهنا يكمن في رفاه المجتمع بأسره وفي التزامنا برخاء الجميع.