"فالدّين كما نعلم جميعًا، يُغذّي جذور النّوايا الباعثة على الأعمال. وعندما يكون أتباع الدّين صادقين في ولائهم لروح تلك النّفوس السّامية من الرسل والأنبياء الّذين أعطوا العالم نُظُمَه الدّينيّة ويقتدون بالمُثُل الذي ضربه هؤلاء، يتمكن الدّين عندئذٍ من أن يوقظ في الناس جميعًا قدراتهم على المحبة والتسامح والإبداع، ومجابهة أخطر الصّعاب، ومحو التعصب، وتقديم البذل والتضحية في سبيل الصالح العام... وممّا لا جدال فيه أنّ القِوى الأصيلة التي هذّبت الطبيعة الإنسانية ومدّنتها كانت بفضل تتابع المظاهر الإلهيّة في سجلّ تاريخنا الإنساني".

نشأة الدين البهائي

امتزج تاريخ الدين البهائي بالدول العربية منذ بزوغ شمسه الأولى. ففي عام 1260هـ الموافق 1844م، تشرفت سواحل مسقط بقدوم شابٍ مبشرٍ بظهور حضرة بهاء الله هو السيد علي محمد الشيرازي المعروف بحضرة الباب. ففي رحلة حجه إلى مكة المكرمة، تشرفت مياه وشواطئ خليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر بعبوره ذهابًا وإيابًا.

ترجع نشأة الدين البهائي إلى مبعوثين إلهيين هما حضرة الباب و حضرة بهاءالله. والوحدة التي تُميّز اليوم الدين البهائي تنبع من توجيهاتٍ واضحةٍ ومنصوصةٍ وضعها حضرة بهاءالله لضمان وحدة المجتمع البهائي وحفظه من الانقسام. هذه السلسلة المتعاقبة والتي يُشار إليها بالعهد والميثاق انتقلت من حضرة بهاء الله إلى ابنه حضرة عبدالبهاء، ومنه إلى حفيده حضرة شوقي أفندي، ومن بعده إلى بيت العدل الأعظم المنصوص عليه من قِبَل حضرة بهاء الله.