والدين البهائي ينظر إلى الاضطرابات الراهنة في العالم، والظروف المُفجِعة التي تَمُرُّ بها الشؤون الإنسانية، على أَنَّها مرحلةٌ طبيعيةٌ من مراحل التطوُّر العضوي التي تقود في نهاية الأمر، بصورةٍ حتميةٍ، إلى وحدة الجنس البشري، ضمن نظامٍ اجتماعيٍ واحدٍ حدودُه هي حدود هذا الكوكب الأرضي. فقد مرّ الجنس البشري، كوحدةٍ عضويةٍ مُتميّزةٍ، بمراحل من التطور تُشبه المراحل التي تصاحب عادةً عهد الطفولة والحداثة في حياة الأفراد. وها هو يمرّ الآن في الحِقبة الختامية للمرحلة العاصفة من سنوات المراهقة، ويقترب من سن الرُّشْد التي طال انتظار بلوغها.

بيت العدل الأعظم

إن بيت العدل الأعظم عبارةٌ عن هيئةٍ تتشكل من تسعة أعضاء، يتم انتخابهم كل خمس سنواتٍ من قِبَل جميع المحافل المركزية البهائية في العالم. ​

منذ انتخابه لأول مرةٍ في عام 1963م، قاد بيت العدل الأعظم المجتمع البهائي العالمي نحو تطوير قدراته للمشاركة في بناء مدنيةٍ عالميةٍ دائمة الازدهار.

لقد أوصى حضرة بهاءالله في كتاب أحكامه (الكتاب الأقدس) بيت العدل الأعظم ببذل الجهد لإحداث تأثيرٍ حقيقيٍ لصالح الجنس البشري، ونشر التعليم، والسلام والرخاء العالمي، وصون كرامة الإنسان ومكانة الدين.

وبما أنّ كلّ يومٍ يقتضي أمرًا وكلّ حينٍ يستدعي حكمةً، فلذلك ترجع الأمور إلى بيت العدل ليقرّر ما يراه موافقًا لمقتضى الوقت.

لا يوجد في الدين البهائي رجال دينٍ أو كهنةٌ أو قساوسةٌ، وفي بنية المجتمع البهائي، تُناط إدارة وتنظيم شؤون البهائيين إلى المجالس المنتخبة والتي يرأسها بيت العدل الأعظم، وليس الأفراد. يعتبر بيت العدل الأعظم الهيئة العالمية العليا القائمة على إدارة شؤون الدين البهائي. فقد نص حضرة بهاء الله في كتاب أحكامه “الكتاب الأقدس” على إنشاء هذه المؤسسة.​