ليكن واضحًا، إنّ مبدأ وحدة الجنس البشري، وهو المحور الذي تدور حوله كافة تعاليم حضرة بهاءالله، ليس مُجرد فَورَةٍ عاطفيةٍ عمياء، أو تعبير عن أملٍ مبهمٍ زائفٍ. كما لا يُمكن اعتبار ما يدعو إليه على أنّه مُجرد إعادة إيقاظ روح الأُخُوة والخير بين العباد، أو أنّه يهدف فقط إلى رعاية تعاونٍ وُديٍّ بين شعوبٍ وأممٍ بعَينها. ذلك لأن مَضامينه أعمق، وما يدعو إليه أعظم من أيّ مما أُتيح لأنبياء القبل الإفصاح عنه. فضلاً عن أنّ رسالته لا تنسحب على الفرد فقط، بل تُعنى في المقام الأول بطبيعة تلك العلاقات الأساسية التي لابدّ أن تربط كلّ الدول والأمم كأعضاءٍ في عائلةٍ إنسانيةٍ واحدةٍ.

حضرة شوقي أفندي

هو حفيد حضرة عبد البهاء الأكبر، والمُعيَّن من قِبَله لتولّي شؤون البهائيين في العالم من بعده. وُلد في فلسطين في 1 مارس عام 1897م، وأمضى 36 عامًا من حياته المليئة بالانجازات في عملٍ منهجيٍ لرعاية تطور المجتمع البهائي وتعميق مفاهيمه وتعزيز وحدته، مجتمعٍ أخذ ينمو بشكلٍ متزايدٍ ليعكس في تكوينه تنوّع الجنس البشري بأكمله.