مشرق الأذكار – دار العبادة البهائية

تُعدّ مشارق الأذكار رمزًا لتعاليم الدين البهائي؛ حيث تتجسّد فيها وحدانية الله ووحدة البشر ووحدة جوهر الأديان. وهي تجمع الجميع تحت مظلة الوحدة كعائلةٍ واحدةٍ، تفتح أبوابها لجميع السكّان للعبادة؛ فيخاطب كلٌ خالقه حسب دينه واعتقاده، بغض النظر عن تنوع الخلفيات والأعراق والأجناس. وتُعتبر سببًا لألفة القلوب واجتماع النفوس ومكانًا يُجسّد وحدة العالم الإنساني. ولا يُلقى فيها خطاباتٌ دينيةٌ، أو أيّ مراسم وطقوس. وتُتلى فيها أدعية من مختلف الكتب المقدسة في جوٍ من الروحانية والسكون والوقار.

يا ملأ الإنشاء، عمّروا بيوتًا بأكمل ما يمكن فی الإمكان باسم مالك الأديان في البلدان، ثمّ اذكروا فيها ربّكم الرّحمن بالرّوح والرّيحان، ألا بذكره تستنير الصّدور وتقرّ الأبصار.

إن بناء مشرق الأذكار يحمل في طيّاته التفاعل الحيوي بين العبادة والخدمة. فلا يقتصر دار العبادة بالدعاء وتلاوة الأدعية فحسب وإنما يكتمل بالمشاريع التي تعود نفعها على المجتمع بأكمله، فنرى كيف يمتزج مفهوم العبادة بالخدمة في الملحقات الضرورية المحيطةٌ بدار العبادة، والتي تكرَّس من أجل التقدم الاجتماعي، والإنساني، والثقافي، والعلمي للجنس البشري، وتُوفّر الرعاية الصحية والرفاه الاقتصادي، وتُقدّم المأوى والعون للمحتاجين. 

وتعد دور العبادة هذه أيضًا مراكزًا للحوارات السائدة في المجتمع لسكان المنطقة؛ فهو مكانٌ يلتقي فيه أهالي الحي أو المدينة للتشاور حول احتياجاتهم وتحدياتهم وتعلمهم معًا. وكذلك تعد مكانًا للحوارات الوطنية والتي تهدف إلى ترسيخ قيم التعايش والسلام ووحدة البشرية. إن هذه الملحقات من مشفى، ومدرسةٍ، ودار ضيافةٍ، وغيرها، تجسّد المُثل العليا للتقدم الاجتماعي والسموّ الروحاني. وتظهر هذه الملحقات بصورةٍ طبيعيةٍ وعضويةٍ على مرّ الوقت، حسب احتياجات كل مجتمعٍ محليٍ.

مشارق الأذكار حول العالم