اللّهمّ يا سبّوح يا قدّوس يا رحمن يا منّان فرّج لنا بالفضل والإحسان إنّك رحمن منّان.

حضرة الباب – المبشّر بالدين البهائي

في أواسط القرن التاسع عشر – إحدى أكثر مراحل تاريخ العالم اضطرابًا – أعلن حضرة الباب أن البشرية تقف على أعتاب عصرٍ جديدٍ، وأنه حاملٌ لرسالةٍ قُدّر لها أن تُحدث تحوّلًا في الحياة الروحية والاجتماعية للبشر. في وقتٍ كانت بلاده تشهد انهيارًا أخلاقيًا ومعنويًا واسع النطاق، بثت رسالته الحماسة والأمل في جميع الطبقات، وجذبت على نحوٍ مضطردٍ وسريعٍ الآلاف من المريدين. هذا الشاب اتخذ لنفسه لقب “الباب”، أي الباب لمجئ حضرة بهاءالله.

بدأت دورة حضرة الباب عام 1260هـ الموافق 1844م، واستمرّت تسع سنواتٍ. كان الهدف الرئيسي منها تمهيد الطريق لمجيء حضرة بهاء الله.
ينتمي حضرة الباب إلى عائلةٍ معروفةٍ تنحدر من العترة النبوية الشريفة. وُلد حضرته، واسمه السيد علي محمد، في الأول من محرم 1235هـ الموافق 20 أكتوبر 1819م في مدينة شيراز الواقعة في بلاد فارس. كان طفلاً استثنائيًا وتلميذًا موهوبًا، أبهر معلمه ومن شدة نبوغه أعاده إلى المنزل لأنه لا يوجد ما يستطيع تعليمه. وبينما كان سائر الأطفال يلعبون ويمرحون كان يحب التعبد والتأمل منفردًا. ترعرع فأصبح شابًا تاجرًا، وألقى الإعجاب والاحترام بين الجميع لتقواه وحسه المرهف للعدالة. وبعد إعلان رسالته، ذاع صيته وازداد عدد أتباعه، فقامت حكومة القاجار بترحيله إلى أبعد مناطق البلاد، وحرّض رجال الدين على اضطهاد وتعذيب وقتل أتباع الباب في جميع أنحاء البلاد. وأخيرًا، وفي 9 يوليو عام 1850م، وفي سن 31، تم إعدامه على الملأ، رميًا بالرصاص، مع أحد أتباعه.

شرع حضرة الباب ديانةً مستقلةً اختصّت بظهوره. من أهم ما قام به في دورته القصيرة هو الإعلان عن بداية دورٍ جديدٍ للبشرية، والنهوض بدور المرأة، والاهتمام بالتربية والتعليم. بدعوته إلى الإصلاح الروحي والأخلاقي، كان العلاج الذي وصفه حضرة الباب للتجديد الروحاني ثوريًا، قياسًا بالقيم السائدة آنذاك.

تُرجمت كتابات حضرة الباب، والتي أُنزلت معظمها باللغة العربية، إلى لغاتٍ مختلفةٍ. ومن بعض آثاره الكتابية:

“اللهم إنك أنت مفرّج كلّ همٍّ، ومُنقِض كلّ كربٍ، ومُذهِب كلّ غمٍّ، ومخلّص كلّ عبدٍ، ومُنقذ كلّ نفسٍ، خلّصني اللّهمّ برحمتك واجعلني من عبادك المنقذين.”

“هِبْ لي يا الهي كمال حبّك ورضاك، واجذب قلوبنا بانجذاب نورك يا برهان يا سبحان، وانزل عليّ نفحاتك في آناء الليل وأطراف النهار بجودك يا منّان.”

“قل الله يكفي عن كلّ شيءٍ ولا يكفي عن الله ربّك من شيءٍ لا في السّموات ولا في الأرض ولا بينهما، إنه كان علاّمًا كافيًا قديرًا.”

لمعرفة المزيد عن تأثير رسالة حضرة الباب

يمكنكم مشاهدة فيلم “طليعة النور” الذي تم إعداده بمناسبة مرور مئتي عام من مولد حضرته، وفيه لمحاتٌ عن حياة حضرة الباب الذي يلهم الكثيرين في جميع أنحاء العالم لتوجيه جهودهم لخدمة الإنسانية والمساهمة في بناء نمطٍ جديدٍ من الحياة.

الذكرى المئوية الثانية لميلاد حضرة الباب

وفي ذكرى مرور مئتي عام من مولد حضرة الباب، احتفلنا في دولة الإمارات بهذه المناسبة، تماشيًا مع الاحتفالات العالمية.