السلام العالمي

إن تحقيق السلام العالمي هو أحد التعاليم الأساسية لحضرة بهاءالله وتعتبر أحد أهم أهداف البهائيين الأساسية، وفيه دعوةٌ للبشرية لقبول مبدأ وحدة الجنس البشري وفضّ النزاعات والحروب عالميًا، من خلال العمل المشترك القائم على قبول مبدأ الوحدة في التنوع، ومساواة البشر، والعدالة، والمساواة بين الجنسين، على المستويين المحلي والدولي. إن المبادئ الأخرى التي يربطها البهائيون بتحقيق السلام العالمي تشمل العدالة الاقتصادية، والقضاء على الفقر المدقع والثراء المفرط، والقضاء على جميع أشكال التحيزات والتعصبات، والتعليم العام الإلزامي، وكذلك التوافق بين العلم والدين، واختيار لغةٍ عالميةٍ واحدةٍ يتعلمها الجميع بالإضافة إلى لغتهم الأم لتسهيل التواصل الدولي.

وقد وضّح حضرة بهاءالله بأن بالرغم من أن السلام العالمي له جانبٌ عظيمٌ من الأهمية ولكن “وحدة الضمير” هو الأساس، حتى يكون السلام ثابت الأساس، متين البنيان، قويّ الصّرح. وصرّح حضرة عبدالبهاء أيضًا في كتاباته بأن الاتحاد قوةٌ تنير الآفاق وتدفع بكل جهدٍ إنسانيٍ إلى الأمام.

فلأول مرةٍ في التاريخ، أصبح في إمكان كل إنسانٍ أن يتطلع بمنظارٍ واحدٍ إلى هذا الكوكب الأرضي بأسره بكل ما يحتوي من شعوبٍ متعدّدةٍ مختلفة الألوان والأجناس. والسلام العالمي ليس ممكنًا وحسب، بل إنّه أمرٌ لا بدَّ أن يتحقق، والدخول فيه يمثّل المرحلة التالية من مراحل التطور التي مرَّ بها هذا الكوكب الأرضي، وهي المرحلة التي يصفها أحد عظماء المفكرين بأنها مرحلة "كَوكَبَة الجنس البشري".