تناغم العلم والدين

يعتبر تناغم الدين والعلم أمرًا جوهريًا ومن أهم العوامل التي تجلب السكينة والاطمئنان للمجتمع البشري وتعينه على التقدم المادي والمعنوي والسعي في عمارة الأرض. يوضّح حضرة بهاء الله أن الدين والعلم متفقان ومنسجمان، وأن الحقيقة الدينية والحقيقة العلمية لا يمكن أن تتعارضا، بل من شأنهما أن تكمّل كل منهما جوانب حقيقةٍ واحدةٍ. فالدين والعلم أمران أساسيان في تطور البشرية وانتقالها إلى عصر التقدم والازدهار في جميع شئونها.

فالدّين هو المصدر الأساسيّ للأخلاق والفضائل وكل ما يعين الإنسان في سعيه إلى الكمال الروحاني، أما العلم فهو الوسيلة التي يقوم العقل البشري عن طريقها باكتشافاته ويسمح للإنسان أن يلج أسرار الطبيعة ويهديه إلى كيفية الاستفادة من قوانينها في النهوض بمقومات حياته وتحسين ظروفها. فالعلم والدين هما الجناحان اللذان يمكن للإدراك البشري أن يحّلق بهما إلى أعلى الذُرى، فجناحٌ واحدٌ لا يكفي، بهما معًا تجتمع للإنسان وسائل الراحة والرخاء والرقي ماديًّا وروحانيًّا.

فالدين والعلم يشكِّلان شَقَّي نظام المعرفة الذي يدفع بالحضارة الإنسانية قُدُمًا.

إن المدنية المادية بمثابة المصباح، والمدنية الروحانية نور ذلك المصباح. فإذا ما اقترنت المدنيتان، المادية والروحانية، أصبح لدينا النور والمصباح معًا، وفي ذلك يكون الكمال.